كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثالثها: أن تكون مصدرية أي: نسي كونه داعيًا {وجعل} أي: ذلك الإنسان زيادة على الكفران بالنسيان للإحسان {لله} أي: الذي لا مكافئ له بشهادة الفطرة والسمع والعقل {أندادًا} أي: شركاء {ليضل عن سبيله} أي: دين الإسلام وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الياء بعد اللام أي: ليفعل الضلال بنفسه والباقون بضمها أي: لم يقنع بضلاله في نفسه حتى يحمل غيره عليه فمفعوله محذوف، واللام يجوز أن تكون للعلة وأن تكون لام العاقبة كقوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوًا وحزنًا}.
واختلف في سبب نزول قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {قل} أي: لهذا الذي قد حكم بكفره {تمتع} أي: في هذه الدنيا {بكفرك قليلًا} أي: بقية أجلك فقال مقاتل: نزل في أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، وقيل: في عتبة بن ربيعة وقيل: عام في كل كافر، وهذا أمر تهديد وفيه إقناط للكافر من التمتع في الآخرة ولذلك علله بقوله تعالى: {إنك من أصحاب النار} أي: الذين لم يخلقوا إلا لها على سبيل الاستئناف للمبالغة قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس} الآية.
ولما شرح الله تعالى صفات المشركين وتمسكهم بغير الله تعالى أردفه بشرح المخلصين فقال تعالى: {أمن هو قانتٌ} أي: قائم بوظائف الطاعات {آناء الليل} أي: جميع ساعاته ومن إطلاق القنوت على القيام قوله صلى الله عليه وسلم «أفضل الصلاة صلاة القنوت» وهو القيام فيها ومنه القنوت لأنه يدعو قائمًا، وعن ابن عمر أنه قال: لا أعلم القنوت إلا قراءة القرآن وطول القيام وتلا {أمن هو قانت} وعن ابن عباس: القنوت الطاعة لقوله تعالى: {كل له قانتون} أي: مطيعون، وقرأ نافع وابن كثير وحمزة بتخفيف الميم والباقون بتشديدها وفي القراءة الأولى وجهان؛ أحدهما: أن الهمزة همزة الاستفهام دخلت على من بمعنى الذي والاستفهام للتقرير ومقابله محذوف تقديره أمن هو قانت كمن جعل لله أندادًا أو أمن هو قانت كغيره، وأما القراءة الثانية: فأم داخلة على من الموصولة أيضًا فأدغمت الميم في الميم وفي أم حينئذ قولان؛ أحدهما: أنها متصلة ومعاد لها محذوف تقديره الكافر خير أم الذي هو قانت، والثاني: أنها منقطعة فتقدر ببل والهمزة أي: بل أمن هو قانت كغيره أو كالكافر المقول له تمتع بكفرك وقوله تعالى: {ساجدًّا} أي: وراكعًا {وقائمًا} أي: وقاعدًا في صلاته حالان من ضمير قانت.
تنبيه:
في هذه الآية دلالة على أن قيام الليل أفضل من قيام النهار، واختلف في سبب نزولها فقال ابن عباس: نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقال الضحاك: في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقال أبو عمرو: في عثمان رضي الله تعالى عنه، وقال الكلبي: في ابن مسعود وعمار وسلمان رضي الله تعالى عنهم.
وقوله تعالى: {يحذر الآخرة} أي: عذاب الآخرة يجوز أن يكون حالًا من الضمير في ساجدًّا وقائمًا أو من الضمير في قانت وأن يكون مستأنفًا جوابًا لسؤال مقدر كأنه قيل: ما شأنه يقنت آناء الليل ويتعب نفسه ويكدها قيل: يحذر الآخرة {ويرجو رحمة} أي: جنة {ربه} الذي لم يزل يتقلب في إنعامه وفي الكلام حذف والتقدير كمن لا يفعل شيئًا من ذلك، وإنما حسن هذا الحذف لدلالة ذكر الكافر قبل هذه الآية وذكر بعدها.
{قل هل يستوي} أي: في الرتبة {الذين يعلمون} أي: وهم الذين صفتهم أنهم يقنتون آناء الليل ساجدين وقائمين {والذين لا يعلمون} أي: وهم صفتهم عند البلاء والخوف يوحدون وعند الراحة والفراغ يشركون، وإنما وصف الله تعالى الكفار بأنهم لا يعلمون لأن الله تعالى وإن أعطاهم آلة العلم إلا أنهم أعرضوا عن تحصيل العلم، فلهذا جعلهم الله تعالى كأنهم ليسوا من أولي الألباب من حيث إنهم لم ينتفعوا بعقولهم وقلوبهم، وفي هذا تنبيه على فضيلة العلم، قيل: لبعض العلماء: إنكم تقولون: العلم أفضل من المال ثم نرى العلماء، عند أبواب الملوك ولا نرى الملوك عند أبواب العلماء فأجاب بأن هذا أيضًا يدل على فضيلة العلم لأن العلماء علموا ما في المال من المنافع فطلبوه، والجهال لم يعرفوا ما في العلم من المنافع فلا جرم تركوه.
وقال في الكشاف: وأراد بالذين يعلمون العاملين من علماء الديانة كأنه جعل من لا يعمل غير عالم، قال: وفيه ازدراء عظيم بالذين يقتنون العلوم ثم لا يقنتون ويفتنون ثم يفتنون بالدنيا فهم عند الله تعالى جهلة حيث جعل الله تعالى القانتين هم العلماء، قال: ويجوز أن يراد على سبيل التشبيه أي: كما لا يستوي العالمون والجاهلون كذلك لا يستوي القانتون والعاصون ا.ه، وعن الحسن: أنه سئل عن رجل يتمادى في المعاصي ويرجو فقال: هذا تمنَ، وإنما الرجاء قوله تعالى وتلا هذه الآية.
{إنما يتذكر} أي: يتعظ {أولو الألباب} أي: أصحاب العقول الصافية والقلوب النيرة وهم الموصوفون في آخر سورة آل عمران بقوله تعالى: {الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم} إلى آخرها.
ولما نفى الله تعالى المساواة بين من يعلم وبين من لا يعلم أمر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بأن يخاطب المؤمنين فقال سبحانه: {قل} أي: لهم {يا عبادي الذين آمنوا} أي: أوجدوا هذه الحقيقة {اتقوا ربكم} أي: بطاعته واجتناب معاصيه ثم بين تعالى لهم ما في هذا الاتقاء من الفوائد بقوله تعالى: {للذين أحسنوا في هذه الدنيا} أي: بالطاعة {حسنة} أي: في الآخرة وهي الجنة والتنكير في حسنة للتعظيم أي: حسنة لا يصل العقل إلى كنه كمالها، فقوله تعالى: {في هذه الدنيا} متعلق: بأحسنوا وقيل: متعلق {بحسنة} وعلى هذا قال السدي: معناه في هذه الدنيا حسنة يعني الصحة والعافية. قال الرازي: الأولى أن يحمل على الثلاثة المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم «ثلاثة ليس لها نهاية الأمن والصحة والكفاية» ا.هـ. ورد بأنه يتعين حمله على حسنة الآخرة لأن ذلك حاصل للكفار أكثر من حصوله للمؤمنين كما قال صلى الله عليه وسلم «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر».
واختلف في معنى قوله تعالى: {وأرض الله} أي: الذي له الملك كله والعظمة الشاملة {واسعة} فقال ابن عباس: يعني ارتحلوا من مكة وفيه حث على الهجرة من البلد الذي تظهر فيه المعاصي ونظيره قوله تعالى: {قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}.
وقيل: نزلت في مهاجري الحبشة. وقال سعيد بن جبير: من أمر بالمعاصي فليهرب، وقال أبو مسلم: لا يمتنع أن يكون المراد من الأرض أرض الجنة كما قال تعالى: {جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}.
{إنما يوفى} أي: التوفية العظيمة {الصابرون أجرهم} أي: على الطاعات وما يبتلون به، وقيل: نزلت في جعفر بن أبي طالب وأصحابه حيث لم يتركوا دينهم لما اشتد بهم البلاء وصبروا وهاجروا ومعنى {بغير حساب} أي: بغير نهاية بكيل أو وزن لأن كل شيء داخل تحت الحساب فهو متناهٍ، فما لا نهاية له كان خارجًا عن الحساب. وعن ابن عباس: لا يهتدي إليه حساب الحُسَّاب ولا يعرف. وقال علي كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه: كل مطيع يكال له كيلًا أو يوزن له وزنًا إلا الصابرين فإنه يحثى لهم حثيًا. وروى الشعبي لكن بسند ضعيف عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن الموازين تنصب يوم القيامة لأهل الصلاة والصدقة والحج فيوفون أجورهم ولا ينصب لأهل البلاء بل يصب عليهم الأجر صبًا حتى يتمنى أهل العافية في الدنيا أن أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل».
ولما كان للعبادة ركنان: عمل القلب وعمل الجوارح، وعمل القلب أشرف من عمل الجوارح فقدمه سبحانه بقوله تعالى: {قل} أي: يا أشرف المرسلين {إني أمرت} قرأ نافع بفتح الياء والباقون بسكونها {أن أعبد الله مخلصًا له الدين} أي: مخلصًا له التوحيد لا أشرك به شيئًا ثم ذكر عقبه الأدون وهو عمل الجوارح وهو الإسلام المذكور في قوله: {وأمرت لأن} أي: لأجل أن أو بأن {أكون أول المسلمين} أي: من هذه الأمة وبهذا زال التكرار.
وقال الزمخشري: فإن قلت كيف عطف أمرت على أمرت وهما واحد؟ قلت: ليسا بواحد لاختلاف جهتيهما، وذلك أن الأمر بالإخلاص وتكليفه شيء والأمر به ليحرز القائم به قصب السبق في الدين شيء آخر، وإذا اختلف وجها الشيء وصفتاه ينزل بذلك منزلة شيئين مختلفين.
ولما دعا المشركون النبي صلى الله عليه وسلم إلى دين آبائه أمره الله تعالى بقوله سبحانه: {قل إني أخاف إن عصيت ربي} أي: المحسن إلي المربي لي بكل جميل وعبدت غيره {عذاب يوم عظيم} والمقصود من هذا الأمر المبالغة في زجر الغير عن المعاصي، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو أني بفتح الياء والباقون بسكونها.
{قل الله} أي: المحيط بصفات الكمال وحده {أعبد مخلصًا له} وحده {ديني} من الشرك.
قال الرازي: فإن قيل: ما معنى التكرير في قوله تعالى: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصًا له الدين} وقوله تعالى: {قل الله أعبد مخلصًا له ديني} قلنا: ليس هذا بتكرير لأن الأول إخبار بأنه مأمور من جهة الله تعالى بالإيمان بالعبادة، والثاني: إخبار بأنه أمر أن لا يعبد أحدًا غير الله تعالى، وذلك أن قوله: {أمرت أن أعبد الله} لا يفيد الحصر وقوله تعالى: {قل الله أعبد} يفيد الحصر أي: الله أعبد ولا أعبد أحدًا سواه.
ويدل عليه أنه لما قال: {قل الله أعبد} قال بعده: {فاعبدوا} أي: أنتم أيها الداعون في وقت الضراء المعرضون في وقت الرخاء {ما شئتم من دونه} أي: غيره في هذا تهديد وزجر لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى، ثم بين تعالى كمال الزجر بقوله سبحانه {قل إن الخاسرين} أي: الكاملين في الخسران {الذين خسروا أنفسهم} أي: أوقعوها في هلاك لا يعقل هلاك أعظم منه {و} خسروا {أهليهم يوم القيامة} أيضًا لأنهم إن كانوا من أهل النار فقد خسروهم كما خسروا أنفسهم وإن كانوا من أهل الجنة فقد ذهبوا ذهابًا لا رجوع بعده البتة. وقوله تعالى: {ألا ذلك} أي: الأمر العظيم البعيد الرتبة في الخسارة {هو الخسران المبين} أي: البين يدل على غاية المبالغة من وجوه؛ أحدها: أنه وصفهم بالخسران ثم أعاد ذلك بقوله تعالى: {ألا ذلك هو الخسران المبين} وهذا التكرير لأجل التأكيد، وثانيها: ذكر حرف ألا وهو للتنبيه، وذكر التنبيه يدل على التعظيم، كأنه قال: بلغ في العظم إلى حيث لا تصل عقولكم إليه فتنبهوا له، وثالثها: قوله تعالى: {هو الخسران} ولفظة هو تفيد الحصر كأنه قيل: كل خسران يصير في مقابلته كل خسران، ورابعها: وصفه تعالى بكونه خسرانًا مبينًا يدل على التهويل.
ولما شرح الله تعالى خسرانهم وصف ذلك الخسران بقوله تعالى: {لهم من فوقهم ظلل} أي: طباق {من النار ومن تحتهم ظلل} أي: فرش ومهاد نظيره قوله تعالى: {لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش} فإن قيل: الظلة ما علا الإنسان فكيف سمى ما تحته ظلة؟
أجيب بأوجه: أحدها: أنه من باب إطلاق اسم أحد الضدين على الآخر كقوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} ثانيها: أن الذي تحته يكون ظلة لغيره لأن النار دركات كما أن الجنة درجات، ثالثها: أن الظلة التحتانية لما كانت مشابهة للظلة الفوقانية في الحرارة والإحراق والإيذاء أطلق اسم إحداهما على الأخرى لأجل المماثلة والمشابهة وقيل المراد: إحاطة النار بهم من جميع الجهات.
{ذلك} أي: العذاب المعد للكفار {يخوف الله به عباده} أي: المؤمنين ليتجنبوا ما يوقعهم فيه، وقيل: يخوف به الكفار والضلال ويدل للأول قوله تعالى: {يا عباد فاتقون} أي: ولا تتعرضوا لما يوجب سخطي وهذه عظة من الله تعالى ونصيحة بالغة، ووجه الدلالة أن إضافة العبيد إلى الله تعالى في القرآن مختص بأهل الإيمان.
{والذين اجتنبوا الطاغوت} أي: البالغ غاية الطغيان والطاغوت فعلوت من الطغيان كالملكوت والرحموت إلا أن فيه قلبًا بتقديم اللام على العين إذ أصله طغيوت قدمت الياء على الغين ثم قلبت الفاء لتحركها وانفتاح ما قبلها، أطلقت على الشيطان أو الشياطين لكونها مصدرًا وفيها مبالغات وهي التسمية بالمصدر كأنّ عين الشيطان طغيان وإن البناء بناء مبالغة، فإن الرحموت الرحمة الواسعة، والملكوت الملك المبسوط، والقلب وهو للاختصاص قال في الكشاف: إذ لا تطلق على غير الشيطان والمراد بها هنا: الجمع انتهى.
لكن ابن الخازن فسر الطاغوت بالأوثان وتبعه الجلال المحلي.
فإن قيل: يتعين هذا التفسير لأنهم إنما عبدوا الصنم لا الشيطان. أجيب: بأن الداعي إلى عبادة الصنم هو الشيطان فلما كان هو الداعي كانت عبادة الصنم عبادة له.
فإن قيل: ما وجه تسمية الصنم بالطاغوت على التفسير الثاني مع أنه لا يطلق إلا على الشيطان كما مر؟
أجيب: بأنه أطلق عليه على سبيل المجاز لأن الطغيان لما حصل بسبب عبادته والتقرب إليه وصفه بذلك إطلاقًا لاسم السبب على المسبب بحسب الظاهر. وقوله تعالى: {أن يعبدوها} بدل اشتمال من الطاغوت لأن الطاغوت مؤنث كأنه قيل: اجتنبوا عبادة الطاغوت. فإن قيل: على التفسير الأول إنما عبدوا الصنم لا الشيطان؟
أجيب: بأنه الداعي إلى عبادة الصنم.
فائدة:
نقل في التواريخ أن الأصل في عبادة الأصنام أن القوم مشبهة واعتقدوا في الإله أنه نور عظيم وأن الملائكة أنوار مختلفة في الصغر والكبر فوضعوا تماثيل صور على وفق تلك الخيالات فكانوا يعبدون تلك التماثيل على اعتقادهم أنهم يعبدون الله والملائكة.
{وأنابوا} أي: رجعوا {إلى الله} أي: إلى عبادة الله بكليتهم وتركوا ما كانوا عليه من عبادة غيره ثم إنه تعالى وعد هؤلاء بأشياء أحدها قوله تعالى: {لهم البشرى} أي: في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا: فالثناء عليهم بصالح أعمالهم وعند نزول الموت وعند الوضع في القبر، وأما في الآخرة: فعند الخروج من القبور وعند الوقوف للحساب وعند جواز الصراط وعند دخول الجنة ففي كل موقف من هذه المواقف تحصل لهم البشارة بنوع من الخير والراحة والروح والريحان.
تنبيه:
يحتمل أن يكون المبشر لهم هم الملائكة عليهم السلام لأنهم يبشرونهم عند الموت لقوله تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم}.
وعند دخول الجنة لقوله تعالى: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} ويحتمل أن يكون هو الله تعالى لقوله تعالى: {تحيتهم يوم يلقونه سلام}.
ولا مانع أن يكون من الله تعالى ومن الملائكة عليهم السلام فإن فضل الله سبحانه واسع وقوله تعالى: {فبشر عباد} قرأه السوسي بياء بعد الدال مفتوحة في الوصل ساكنة في الوقف والباقون بغير ياء.
{الذين يستمعون} أي: بجميع قلوبهم {القول فيتبعون} أي: بكل عزائمهم بعد انتقاده {أحسنه} أي: بما دلتهم عليه عقولهم من غير عدول إلى أدنى.